11 | التفعيل والملكية والإدارة

النقاط الرئيسية:

  • يمكن للأنشطة التي يتم تنظيمها مع الأطفال ومجتمعهم مع الجهات الفاعلة المحلية تفعيل مساحة وتعزيز الملكية.
  • ملكية الأطفال ومجتمعاتهم الكاملة للمساحة تسهم في استدامة طويلة الأمد.

تُص ّمم بعض المداخلات المبنية لاستيعاب مستخدمين وأنشطة محددة (مثل الطلاب الذين يستخدمون مبنى المدرسة)، بينما يُصمم البعض الآخر لعدة مستخدمين (مثل المقيمين الذين يستخدمون حديقة عامة). قد يرغب شركاء المشروع عند انتهاء البناء في تنظيم أنشطة إستراتيجية للتشجيع على استخدام المساحة وتسليم التحكم بها بشكل رمزي لمستخدميها. يكون ذلك أكثر أهمية حين تهدف المداخلة المبنية إلى تغيير أو تحسين استخدام أو وظيفة مساحة معينة.

على سبيل المثال، نفذت مؤسسة كتاليتك أكشن عدداً من المداخلات في حدائق عامة في جميع أنحاء لبنان، مما شجع الناس على استخدام الحدائق بشكل أكبر. تعزز أثر المرافق الجديدة للأطفال (مثل أدواُت اللعب) من خلال الفعاليات التي ع ّرفت الأطفال وعائلاتهم على المساحات الجديدة. عندما تنظم هذه الفعاليات بالإشتراك مع الأطفال والمجتمع، يمكن أن يتع ّرف السكان من خلالها على مجموعة كبيرة من استخدامات المساحة الممكنة والعلاقات الاجتماعية التي قد تُبنى فيها. يمكن أن يؤثر ذلك كثيراً على استدامة المداخلة المبنية على المدى البعيد.

استخدام مساحة اللعب من قبل الأطفال يمكن أن يكون مستقلاً وغير مخطط له. ومع ذلك، تساعد الجلسات الرياضية والتعليمية المنظمة في بعض الأحيان في تطوير العلاقات بين مختلف الأطفال، مثلاً، بين الأطفال النازحين والأطفال المضيفين، الذين لولا ذلك سيلعبون بشكل منفصل.

عاد ًة يكون لدى المجتمع أفكار واضحة حول كيفية استخدام المساحة. وعندما يتحمل المجتمع المحلي المسؤولية الكاملة عن تفعيل وبرمجة مكان ما، يقلل ذلك الاعتماد على المساهمات الخارجية (الأموال والمهارات والمعرفة).

قد لا يتمكن المصمم والمنظمة والجهات الفاعلة الأخرى (بما في ذلك المجتمع) من تص ّور جميع الطرق التي يمكن من خلالها استخدام المساحة، كما أن احتياجات المجتمع الذي شارك في تصميم المداخلة قد تتغير مع مرور الوقت. بل حتى المجتمع نفسه يمكن أن يتغير، لا سيما في سياقات النزوح. لذلك، يجب أن تكون المساحة قابلة للتكيف مع الاستخدامات المختلفة، مما يسمح للأطفال ومجتمعهم ملائمتها في أي وقت. وهذا يعني أن عملية التصميم التشاركي يجب أن تبني قدرة أولئك المكلفين بإدارة المساحة لكي يكون بإمكانهم اتباع نهج التصميم التشاركي والإدارة المفتوحة والصيانة. القيام باستخدامات غير المتوقعة وغير المخطط لها في المساحات المبنية هو إشارة إيجابية على ملكية وملائمة هذه المساحات من قبل المجتمع المحلي. قد تصبح الاستخدامات غير المخطط لها مصدر قلق فقط عندما تتعارض مع الوظيفة العامة لمساحة ما، على سبيل المثال، إذا استخدمت إحدى العائلات مساحة اللعب العامة للاستعمال الخاص وأقصت السكان الآخرين.

يعد إشراك المجتمع منذ بداية المشروع طريقة ف ّعالة لبناء الشعور بالملكية تجاهه وضمان استدامته. عندما يأخذ المجتمع الملكية الكاملة لمشروع ما، فإنهم يشاركون في التخطيط لاستخدام المساحة وتفعيلها وبرمجتها وتكييفها مع احتياجاتهم الخاصة والمساهمة في صيانتها. من المهم التناقش في بداية المشروع مع جميع الجهات المعنية والتو ّصل إلى وضوح بشأن من سيدير المساحة بعد البناء. وقد تتشارك عدة جهات فاعلة في ذلك بحسب السياق ونوع المداخلة، مثلاً، يمكن أن تكون المنظمة غير الحكومية أو السلطة المحلية التي تدير المدرسة أو مساحة اللعب أو المساحة الصديقة للطفل، وما إلى ذلك. عندما يتعلق الأمر بالأماكن العامة، يصبح الاستمرار في إدارتها أكثر تعقيداً.

في معظم البلدان، تقع مسؤولية الأماكن العامة على عاتق السلطات المحلية والمجتمع المحيط. تكون السلطات والحكومات المحلية مفوضة لإنشاء وإدارة الأماكن العامة من خلال العمل مع المجتمعات والقطاع الخاص والفئات المهمشة مثل اللاجئين. هذا يوازن بين المصالح المتنافسة والسعي لتحقيق المصلحة العامة. في حالة المداخلات المصممة بشكل تشاركي مع الأطفال، يجب على السلطات المحلية التأكد من أن إدارتها تضع جميع الأطفال في المقام الأول من خلال ضمان الشمولية وإمكانية الوصول ومنع المصالح الخاصة من الاستيلاء على الأماكن العامة.

إن الاحتفاظ بالمكان هو أمر بالغ الأهمية عند التعامل مع الأماكن العامة. يجب توفير الموارد الكافية لتشغيلها وصيانتها لضمان استدامتها على المدى الطويل. يلعب التعاون بين السلطة والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص، في حالة استثماره للمساحة، دوراً أساسياً. ويتعين على السلطات المحلية والجهات الفاعلة الأخرى التي تدير المساحات العامة المصممة بشكل تشاركي إيجاد التوازن الصحيح بين قيود التنظيم وإلغائها. يجب الانتباه بشكل خاص إلى القواعد المتعلقة باستخدام الأماكن العامة لتجنب أي آثار سلبية على الأطفال الأكثر هشاشة.

على سبيل المثال، تكون الحدائق العامة في العديد من مدن الشرق الأوسط مسيجة ويديرها حراس (عاد ًة توظفهم البلدية المحلية). لذا سيكون إشراك الحراس بدءاً بالمراحل الأولى من المشروع أمراً أساسياً لضمان أن تكون المساحات المنفذة شاملة وسهلة الوصول للجميع (أي أنه يمكن لجميع الأطفال الوصول إلى الحديقة دون تمييز).

قريبا!

حمّل دليل DeCID للتصميم التشاركي للبنى التحتية الاجتماعية مع الأطفال المتأثرين بالنزوح بعد

16 July 2020 at 2pm GMT