في هذه المرحلة من عملية التصميم التشاركي، يشارك المجتمع في إنتاج الحلول المكانية. يمكن إجراء ثلاثة أنواع مترابطة من الأنشطة مع الأطفال:
- تمارين الخيال.
- الإلهام والتفكير التصميمي.
- تمارين التصميم المكاني.
يمكن أيضاً إجراء هذه الأنشطة مع الشركاء، وكذلك الشباب والكبار في المجتمع. يعد إشراك الأطفال من خلال اللعب أمراً أساسياً في كل هذه الأنشطة.
تمارين الخيال
قد يكون إجراء تمارين الخيال مع الأطفال النازحين أمراً صعباً، حيث قد يكون بعض الأطفال قد شهدوا أحداثاً صادمة غيرت موقفهم تجاه الحياة ومستقبلهم، مما يجعل من الصعب عليهم التعبير عما يُطلب منهم. ترتبط عملية التخيل بالذكريات وبالتالي يمكن تتأثر بالتجارب المؤلمة.
تمارين الخيال تم ّكن المشاركين من تخيل السيناريوهات المرغوبة التي تعزز رفاه الأطفال في السياقات المدينية. إن إنتاج رؤية للمستقبل يم ّكن المشاركين من إدراك أنه يمكنهم تشكيل مستقبلهم. يمكن أن تبدأ الأنشطة مع الأطفال لتطوير رؤى فردية، ومناقشتها فيما بعد داخل المجموعة للوصول بشكل جماعي إلى رؤية واحدة مشتركة. مخرجات التخيل تضيف معلومات تساعد في صياغة تصميم المساحة، مثل التجربة المكانية، والاستخدامات والمستخدمين، والعناصر التي تشكل المساحة، وألوانها.
يمكن للميسر توجيه خيال المشاركين دون فرض ما يتخيلونه من خلال توجيهات بسيطة، مثل: ما الذي تراه عندما تفكر في هذا؟ أين أنت؟ كيف وصلت إلى المكان؟ ما هي الأنشطة التي تقوم بها؟ هل أنت وحدك؟ إذا لم تكن لوحدك، فمن معك؟ صف لي الطقس؟ ماذا يوجد حولك؟ ماذا تسمع؟ تشم؟ تلمس؟ تشعر؟ إلخ.
استخدام الأعمال الفنية – الرسم، والموسيقى، والرقص، والغناء، والتمثيل – للتعبير عن خيالهم يتيح للأطفال إيصال الأفكار التي قد يكون من الصعب التعبير عنها بالكلمات.
أدوات لتحويل الرؤى الفردية إلى رؤية جماعية مشتركة مثل:
الإلهام والتفكير التصميمي
إن شرح ماهية التصميم للأطفال والآخرين وكيف أن اختيار حل التصميم يؤثر على الأشخاص بشكل مختلف، هو خطوة مهمة. ويمكن تحقيق ذّلك من خلال مناقشة أمثلة عن دراسات حالات من جميع أنحاء العالم مع المشاركين. سيمكن ذلك الأطفال على التفكير في التصميم المكاني كعملية صنع قرار يمكن أن تتغير وفقاً لاحتياجاتهم. وقد يلهمهم ذلك على التفكير في كيفية تغيير بيئاتهم. يجب أن تطرح دراسات الحالة أمثلة ومفاهيم مرتبطة بالمداخلة، التي يمكن أن تق ّدم للأطفال قيم وأفكار مهمة عن التصميم المكاني الجيد.
نظراً لأننا نعمل ضمن سياق النزوح المعقد، يجب مراعاة كيفية إضفاء هويات الأطفال إلى المساحة. بعض الخصائص الأخرى التي يمكن تضمينها في مساحات الأطفال تتضمن ما يلي: عناصر شخصية وتعبيرية؛ الطبيعة؛ منبهات حسية؛ خصوصية بعيداً عن البالغين؛ سلامة؛ حرية؛ وأمان. علاوة على ذلك، يجب أن تشجع المساحة على الخيال والنمو.
أثناء مرحلة التصميم، يجب على الميسر مناقشة البرنامج والتكوينات المكانية المحتملة بالتفصيل مع الفئات التي تشمل المستخدمين الرئيسيين للبرنامج. ويجب عليهم أيضاً البحث في تصنيف المبنى وفهم كيف يمكن أن يكون مرن كفاية لتوفير مساحات متنوعة قابلة للتعديل مع مرور الوقت. النظر إلى أمثلة من حلول مماثلة يمكن أن يساعد في تصور الاستخدامات البديلة. تعد أدوات المحاكاة طريقة رائعة لتحفيز التفكير التصميمي، من خلال استخدام مناهج مسلية وخالية من الضغوط الناجمة عن الحاجة إلى الوصول إلى نتيجة معينة ليتم تنفيذها.
إذا كان المشروع يهدف إلى تصميم باحة مدرسة، مثلاً، يمكن أن يجمع الميسر عدة أمثلة تعكس قيم التصميم المهمة، من خلال عرض صور وشرح الآثار الأساسية لتصميمات الباحة. يجب أن تتضمن هذه الأمثلة عناصر سلبية وإيجابية وأمثلة عن آثار التصميم على الأطفال. يمكن للأطفال بعد ذلك مناقشة ما يعجبهم وما لا يعجبهم في كل مثال، وما هي الأمور التي قد تفيد باحة المدرسة، وكيف قد يشعر المعلمون حيالها، وما إذا كان الفتيان والفتيات سيستخدمون نفس المساحة، إلخ.
تمارين التصميم المكاني
تساعد تمارين التصميم المكاني لتصميم حلول لموقع المداخلة في تحقيق رؤية المشاركين. تتضمن حلول التصميم اتخاذ قرار بشأن المكونات المكانية، واستخدامات المساحة، والبنية المكانية، والمواد، والألوان، والسيرورة، والتجارب المكانية.
يجب إجراء الأنشطة في الموقع، فذلك يساعد المشاركين على تطوير فهمهم للمساحة، وهو أمر أساسي بالنسبة لهم يساعدهم على تص ّور أفكار للمداخلة. عندما يتعذر إجراء الأنشطة في الموقع، يجب على اختصاصي البيئة المبنية التقاط صور فوتوغرافية وإعداد رسم أو تصور ثلاثي الأبعاد لاستخدامه مع المشاركين عند التصميم المشترك. استخدام الأعمال الفنية مثل الرسم، والتلوين، وصنع النماذج، والأداء، والتجميع الفني خلال تمارين التصميم المكاني يساعد الأطفال على إنتاج أفكارهم عن طريق طرق مألوفة لهم، مما يسهل عليهم التعبير عن أنفسهم. ويمكن أن تنتج عن تلك التمارين تفاصيل مختلفة حسب الفئة العمرية للأطفال.
يشعر الأطفال بالتحكم عندما يمكنهم تغيير نماذج ثلاثية الأبعاد والمساحات التي تكون ثابتة عاد ًة. استخدام التصميم الثلاثي الأبعاد هو مفيد في عملية التصميم المكاني. ويمكن استخدام وسائط عدة بما في ذلك مواد البناء، والبلاستيسين، وصناديق الكرتون، والمواد القابلة لإعادة التدوير. يُعد التصميم الثلاثي الأبعاد ممتع خصوصاً لأنه يمكن أن يكون في أحجام مختلفة. ويمكن استخدام المقياس الفردي (البشري) أي تصميم بحجم كرسي لاختبار ومناقشة بعض خيارات التصميم.
استخدام الألعاب الرقمية للتصميم المكاني يم ّكن الأطفال. فالعديد من الأطفال من خلفيات تعليمية مختلفة يلعبون ألعاب الفيديو. حتى في أكثر البيئات صعوبة، يميل الآباء إلى امتلاك هواتف ذكية ويمكن للأطفال استخدامها. حتى عندما لا يلعب الأطفال ألعاب الفيديو، فإنهم ينجذبون إلى هذه الأدوات. الألعاب الرقمية هي أداة تواصل عادة ما يعرفها الأطفال كثيراً، مما يعكس علاقات القوة بين الأطفال والبالغين.
تعتبر عناصر اللعب والمرح في تمارين التصميم المكاني ضرورية للأطفال حتى لا يشعروا بالضغط لتقديم منتج “مثالي” أو “نهائي” أو “مشترك”. إشراك مقدمي الرعاية مع أطفالهم يثري التصميم ويم ّكن الأطفال من أن يكونوا مسموعين من قبل الكبار.
تصبح مشاركة الأطفال بين عمر ٠ و٣ سنوات أمراً بالغ الأهمية لضمان عملية دامجة للجميع، خاصة عند تطوير مداخلة مبنية لهذه الفئات العمرية. إشراك مقدمي الرعاية والأطفال الصغار معاً في تمارين التصميم يس ّهل فهم كيفية تفاعل الرضع، الذين عادة ما يكونون برفقة القائمين على رعايتهم، مع المساحة واستخدامها. بالإضافة إلى ذلك، قد تقدم مراقبة الأطفال الصغار ومقدمي الرعاية لهم فرصة في الحصول على فهم أوضح لكيفية تصميم المداخلة بشكل أفضل.
يمكن استخدام الأدوات التالية في تمارين التصميم المكاني التشاركي.
خــلال هــذه الأنشــطة التشــاركية، يمكــن للميســرين لعــب دور الوســيط بــين الأطفــال والمشــاركين البالغـين، والجهـات الفاعلـة الرئيسـية الأخـرى، مثـل السـلطة المحليـة. ويمكـن تحقيـق ذلـك مـن خــلال دعــوة موظفــي البلديــة أو المســؤولين المنتخبــين للانضمــام إلى مشــاورات التصميــم العامــة. وإذا لــزم الأمــر، يمكــن للميســرين التواصــل مــع الســلطة المحليــة والتشــاور مباشــرة معهــم مــن خــلال إنشــاء استشــارة خاصــة حــول التصميــم.
بعــد إجــراء عــدد مــن أنشــطة التصميــم التشــاركية، يقــوم الميســرون بتحليــل النتائــج لتطويــر التصميــم الأولي. وفي الحالــة المثاليــة، تكــون الأنشــطة قــد حــددت بالأســاس حلــول تصميميــة واضحـة للمصممـين لـكي يضعوهـا في تمثيـل مـرئي يُسـتخدم أثنـاء استشـارة التصميـم. وقـد يكـون هــذا هــو الوقــت المناســب لإجــراء مســح تقنــي للموقــع، لضمــان إمكانيــة تنفيــذ حلــول التصميــم المقترحــة في المســاحة المتاحــة.
عندمـا يتعـذر تنفيـذ مقترحـات الأطفـال بسـهولة، يمكـن تضمـين مسـاهمتهم بطـرق إبداعيـة. عـلى ســبيل المثــال، إذا اقــترح الأطفــال بنــاء مركبــة فضائيــة، فيمكــن أن تكــون تيمــة أو فكــرة المداخلــة الفضـاء الخارجـي وربمـا تكـون مسـاحة اللعـب عـلى شـكل سـفينة فضـاء. في الوقـت نفسـه، فـإن الشــفافية مــع الأطفــال بشــأن القيــود المفروضــة عــلى المداخلــة يمكــن أن تســاعدهم عــلى اقــتراح أفـكار مجديـة. عندمـا يعـرف المشـاركون مـا هـي الحـدود، فمـن المرجـح أن يتخـذوا قـرارات عمليـة حـول كيفيـة اسـتخدام المـوارد المتاحـة، وأن يكونـوا مسـتعدين للتنـازل عمـا هـو أقـل أهميـة.
إن إيصال قيود الميزانية بشـفافية إلى الأطفال عند إشـراكهم في أنشـطة التصميم المشـترك مذكور في تقرير “خلق مسـاحات للأطفال: التخطيط لإعادة الإعمار بعد الكوارث مع الأطفال وعائلاتهم” من قبل منظمة إنقاذ الطفل.
يُشـارك التصميم الأولي تالياً باسـتخدام تصورات واضحة مثل الرسـومات ثلاثية الأبعاد والنماذج
الرقميـة و / أو الماديـة مـع المجتمـع مـرة أخـرى للحصـول عـلى جولـة أخـرى مـن التعليقـات. يمكـن أن تحـدث جلسـة الموافقـة هـذه كاستشـارة عامـة حـول التصميـم، أو عـلى شـكل ورشـة عمـل مـع الأطفـال ومقدمـي الرعايـة. إذا لـم تشـارك السـلطات المحليـة مسـبقاً بشـكل مباشـر، فـإن إشـراكها في جلســة الحصــول عــلى الموافقــة عــلى التصميــم الأولي هــو خطــوة أساســية لضمــان دعمهــم، وتأمـين تصاريـح البنـاء لاحقـاً.
تساهم التعليقات الإضافية المقدمة في إنهاء التصميم الأولي والانتقال إلى التصميم التقني.